
كانت المكالمة غير متوقعة اعقبها بقليل مكالمة اخرى غير متوقعة دالة على معنى عجيب فيما كنت اخطب فى الناس من يوم الجمعة عن صفات اسم الله الحفيظ
فى الواقع , لم اكن اتخيل ان يكون اسم الله الحفيظ بهذه الصفة الجميلة من الجلال و البهاء و العظمة و القوة و الكبرياء و الكرم الواسع الفياض المتمم و المصدق لاسماء الله الحسنى العظمى الاخرى
و اذكر يوم ان دعوت الله فى رحلتى من الامارات عجمان الى الاراضى الحجازية فى رحلة الحج و القصد الى عرفات الله , ان دعوته بالاسم الاعظم الباقى فى ذاتى و الذى تفضل به جلال الله فى الايحاء بان اقصده من امارة الامارات الى امارة مكة و المدينة فى اعز الخطاب و رفع الدعاء باسم هو ذاته يحب ان يناجى به الا و هو الباقى و الذى ليس بعده او قبله سوى فناء
كلمنى سعيد و تحدث فى امر حياة و رايت ان الثبات و الانتظار و الصبر على مراجعات الاوقاف فى لجنة القسمة و لجنة الاختصام و الفصل بين النزاعات انما هو دال على درس يستوعب من الفقيه قبل المريد فى تفهم و ادراك معانى الصبر و صفاته
كنت و على مدى العشرين عاما منذ وفاة ابى رحمة الله عليه و انا ابحث عن الكنز المفقود فى ميراث الاجداد من اوقافات السجادة البكرية مترامية الاطراف , و كم ارهقت نفسى حقا فى الجرى الحثيث وراء السراب , جرى و سعى السيدة هاجر ام نبينا اسماعيل عليه الصلاة و السلام فى سعيها و بحثها عن الماء فى وضح النهار فى صحراء الحجاز
و كنت كلما ينتابنى الياس و القنوط و مبادرة ترك الامر برمته الى حال صفاء , ينادينى الرسول وحى الله ان هناك من المستجدات ما يستدعى الانتظار بالرغم من طول المسافات و تساقط اوراق الشجر من اشخاص كانوا شديدو التعلق بشجرة الثروة و المال و السلطة و متاعة الدنيا سريع الذهاب

انبانى سعيد بحال حارس الاوقاف و ما آلت اليه السيدة العجوز من تدهور حالتها الصحية و فى هذا يردد الرجل الصالح فى نفسه ان لا شماته فى المرض و لا الموت , و انما هى صور ضوئية ارادها الله للرجل الصالح لكى يتهذب و يتربى و يعلم ان ما يراه من احوال الملك فيه و فى غيره لا تعدو سوى عباره عن قصة يؤديها الناس بحبكة درامية بالغة التعقيد و الاحتراف من قبل المنتج و الصانع و المصور و الملقن السيناريست عظمة الاستاذ صاحب مسرح الحياة
علمت بنهاية بداية السعى و الطواف ان الارض لله و كذا السماء يهبها لمن يشآء من جنوده الاعزاء الفقراء المفتقدين الى تمام ربوع رحمته الى نور وجهه الفياض القمرى السرمدى الفاحص المتفحص شديد الحنان و الرعاية عظيم التربية و الاحسان
و قد تمم على المكالمة حديث الامانى اذ فى اتصالها كان النبأ عن وفاة ابيها التاجر الصالح الذى ترك لها و اخوتها الصغار خيرا فى مخزون الحلاوة المعدة للتصدير الى الامارات , حيث حملت التطبيق و راحت تتصفح هاتف السيد الوالد رحمه الله فوجت مراسلتى لابيها بالسيرة الذاتية طلبا فى التوظيف كمندوب مبيعات
و العجيب , انه حين كنت اكتب السيرة الذاتية , فقد كنت اتجمل بل اخفى حقيقة عمرى الان و انا ذو ال 54 عاما , اذ راودتنى النفس فى محو 20 سنة و الرجوع الى سن ال 34 تعويضا عما فاتنى من خسران و بقائى بمصر الى جانب امى و مصاحبتها فى مرضها الطويل العضال

محمد عصام البكرى
كنت اتالم من طيلة الانتظار و عدم حصول الفتوح الربانى الذى انتظرته طويلا و سعيت اليه مبكرا منذ نعومة الاظافر و انا ابن ال 14 عاما , اذ راودتنى نفس ذاتى او ذات نفسى التى لم تتغير او تتبدل انه فى مساله السعى المبكر ربما يكون الوصول السريع المبكر و من هنا يكون حال الراحة و ربما الانتصار
لقد تاثرت فرحا بامانى و هى تنبأنى بما تركه ابوها لها من خيرات فى مخزن مجهز بالمنتج الغذائى و فى انتظار الاستاذ المربى الذى ياخذ بيت اخوتها الصغار و يعلمهم التجارة و التسويق و فن المبيعات على سلاسل الامداد و قضاء الديون المستحقة لحساب التجار
قصة ملهمة تؤكد صدق الله عز و جل و وعده الحق بان الله حافظ حفيظ يحفظ المال الحلال من عبدة الشيطان حيث ان المال و الشيطان و البلاد و الكون كله و العباد الى فناء تام و يبقى وجه الله ذاته ذوى الجلال و الاكرام فى صفاته التى اطل بها علينا نحن من تعرفنا عليه و عرفناه من افعاله و رايناه من صفاته الجميله و ذكراه . فالله الواحد الاحد الفرد الصمد نتوه حبا و عشقا فيه لما حبانا من طاقات محبه و لما اوجدنا فى غرفته فى بيته العتيق القديم السرمدى من معلومات و موجودات و مجندات تم تجنيد الجمع محبة و رحمة و مودة من لدنه , افلا نكون بعد هذا كله من الشاكرين الحامدين المطمئنين الى امن و امان الله العزيز المتعال ؟ . لقد اثنيت على الله يا محمد يا ابن عصام الدين فيما علمته عن الله فى ذاته , و بالتالى استحققت منه باذن الله مزيد القرب و الاذن بالاقتراب
الامر مسالة وقت و من اختار رب الوقت فقد فاز بكل شيئ
ادعو الله و انتم موقنون بالاجابة لما تدعون به , فالله سامعكم و ناظركم و محقق كل رغباتكم , و هو الواسع المجيب لكامل الدعاء , فالله يرحم العباد بالدعاء و الدعاء سلاح المؤمن الذى لا يجب تركه نهائيا اناء الليل و اطراف النهار , تحدثوا الى الله و لا تملوا من الالحاح عليه , فالله فعلا يسمع النداء . اللهم بما سمعت بما فى نفسى , انقذ اولادى من كافة الشرور و المحن و كذا كل اولاد البشرية القادمة و العابرة و المسافرة و الواصلة منذ آدم الى ان ترث الارض و ما و من عليها مع السماوات يا عزيز يا وهاب , اللهم ضاعف لنا فى الارزاق و ارزقنا الثبات فى الامر , و الامر هو صحة المعتقد و عمق الايمان و الاحسان الى النفس و الابناء و البشرية جمعاء . اللهم ارزقنى الاحسان الى نفسى فى حضرتك و ارزقنى الفناء عن ذاتى فى ذات حضرتك و ارزقنى نسيان نفسى فى ذاكرة حضرتك , فاننى احب حضرتك حبا كثيرا و لا اريد ان تطغى بشريتى و ما جبلت عليه نفسى الشهوانية من روح و عطف و حب و تفكر و استغناء بحضرتك عن عموم الماديات
اللهم اجعلنى روحا ذكية دائمة الحب و الحياة و التفكر فى ملكوت الله و التفكر فى آلاء الله و الطريقة العجيبة التى حفظتنى بها عن التعرض للمخاطر و انقذتنى و انقذت اخوتى جميعا فى الانسانية من الشيطان و مفاسده و عمله و عماله , فالحمد لله على القوة الجبرية التى وهبتها لى فى مقام تسليم بقدرة حضرتك و حكمة حضرتك , فانا اجدد العهد و الثقة و الايمان بحضرتك و ثقتى بان اختيارات حضرتك لى و تدبيرك لى اقوى و احكم من تدبيرى لنفسى و ان التدبير الذى خططته لى كان الافضل كثيرا مما اذا كانت اتيحت لى الفرصة للعبور و السفر الزمنى الى الماضى او الى المستقبل . حضور حضرتك معى يكفينى و حضورى الى حضرتك يغنينى
الحمد لله رب العالمين
اللهم صلى و سلم على نبى الله المختار احمد صلى الله عليه و سلم فى الاولين و الاخرين و فى كل وقت و حين

محمد عصام الدين البكرى
جندى من جنود الله